جميع منشئ المحتوى المشاركين في صناعته بطريقة مباشرة أو بأخرى كلنا مشاركون في صناعة المحتوى سواءا منشئين للمحتوى الرقمي أو مستهلكين له، هذه الظاهرة الجديدة أصبحت بارزة للعيان من خلال الفضاء الرقمي ومواقع التواصل الإجتماعي التي تعزز نشره، تجلت في ظهور شخصيات قدمت للعالم أو هفتحت للعالم أبواب من خلال تقديمها لحمتوايات متعدد في شتا المجالات وإختلاف طبيعة تقديمها أو وسيلة عرضها.
إنهم صناع المحتوى أو كما إصطلح على تسميتهم بالمؤثرين هم شريحة من الشباب على إختلاف أجناسهم وأعمارهم أوجدوا لإنفسهم ملاذا داخل الشبكة العنكبوتية بطرحهم لمحتواهم المختلف الغرض منه كسب المال والشهرة بالدرجة الأولى، وذلك بالتعبير عن أي شيء أو موضوع عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الإجتماعي، وقد يكون المحتوى مكتوبا، مسموعا أو مرئيا وهو الأغلب والشائع بكثرة جدا، ويستخدم للتواصل مع الجمهور المستهدف لتحفيزه على التفاعل مع المحتوى.
صناعة المحتوى الرقمي هي عملية توليد الأفكار من خلال إنشاء محتوى مقروء أو سمعي أو مرئي من خلال توزيعه عبر القنوات الرقمية هذا الأخير شرحه أو مفهومه بمصطلح آخر .
كما يعتبر المحتوى الرقمي مجموعة من المعلومات التي يمكنك تنزيلها أو توزيعها إلكترونيا مثل : الكتب الإلكترونية والبودكاست ونتائج البحث ومقاطع الفيديو ... وغيرها، وعلى هذا الأساس يظهر لنا سؤال آخر من هو صانع المحتوى؟
صانع المحتوى بمثابة العقل المدبر لجذب العمجبين من خلال صناعة محتوى متميز في فئة محددة من الناس عل حسب المحتوى المنشور ويشمل محتواه كما ذكرنا سابقا كتابة المقالات والتدوينات والفديوهات والدروس السمعية وغيرها، كما يتميز صانع المحتوى بقدرته على الدمج بين إرشادات صاحب المشروع وبين الإبداع الشخصي والخبرة لإنتاج عمل يجذب الإنتباه والإهتمام للزوار والعابرين، وهو العنصر البشري المسؤول عن الإنتاج للمحتوى، وعلى هذا الأساس تعددت أنواع صناعة المحتوى الرقمي من مقلات وكتب إلكترونية وفيديو " أو محتوى مصور" والذي يعتبر الأكثر فعالية ونجاحا كونه يصل إلى الشخص المستهدف صوتا وصورة، بالإضافة إلى المحتوى الخاص بالإنفوغرافيك في صناعة محتوى الوسائط الإجتماعية التي تستخدم الرسومات البيانية لتقديم شرح وتقسير أو توضيح للإحصائيات والمفاهيم المختلفة.
لقد إزدادت أهمية صناعة المحتوى في مواقع التواصل الإجتماعي مع زيادة التطور التكنلوجي ودخول عنصر أو أداة الذكاء الإصطناعي، وكذا زيادة مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي، خاصة مع توفر مساحة كبيرة لحرية التعبير،ومجانية العمل عبر الأنترنت،حيث يقوم صانع المحتوى بإستهداف شريحة معينة من المجتمع من أجل جذبهم للإطلاع على محتواه، وهو مايرفع عدد المتابعين، كما أن الإتجاه الجديد لصناع المحتوى يتمثل في عملية التسويق والترويج لأنفسهم من جهة ولمنتوجاتهم من جهة أخرى أو لعلامة تجارية أو لمؤسسة خاصة يتعاقد معها في هذا الشأن.
لقد حدد فقهاء الإتصال والخبراء في التكنلوجيا الحديثة أهمية صناعة المحتوى بالإضافة لما سبق ذكره بمساعدة أصحاب الأعمال الحرة والمؤسسات التجارية على إنشاء مجتمع إفتراضي يتفاعل مع ما تقدمه المؤسسة من عروض تجارية، كما تساعد صناعة المحتوى على تكوين علاقات وكسب صداقات جديدة بغؤض التواصل مع الأشخاص الآخرين من مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي.
تعدد مجالات صناعة المحتوى بتعدد الجمهور الرقمي فمنها المجال الإجتماعي والسياسي والإقتصادي والديني والراياضي والترفيهي والإبداعي ... وهي مجالات تقاس بعدد الجمهور المستهدف.
بإختصار أصبحت صناعة المحتوى الرقمي واحدة من الوظائف والأعمال التدي تذر على أصحابها بالمال الكثير من جهة وتجعل منهم مشاهير من جهة أخرى.
ليتبين لنا أن العالم يتغير بفرض منطق غير الذي كنا نعيشه سابقا فصناعة المحتوى أصبحت موضة العصر الحديث يلجأ لها كل الأجناس وبإختلاف مستواهم التعليمي وقيمهم.... والجمهور هو الذي يحدد قيمة صناعة المحتوى وقد تظهر قيم جديدة في المستقبل تحدد معالم عصر جديد مثلا " النانو".